تقارير صحفية

البرازيلي “المُلهم” يُزاحم زوران ماميتش على تدريب الأهلي

اقتحم بطل كوبا ليبرتادوريس وكأس العالم للأندية عام 2005 “باولو أوتوري” القائمة المختصرة للمدربين المُرشحين لتدريب النادي الأهلي المصري اليوم الخميس، ليكون الاسم الخامس الذي يُرشح لخلافة الأوروجوياني “مارتن لاسارتي” منذ يوم الاثنين الماضي بعد البرتغالي المخضرم “مانويل جوزيه” والكرواتي “زوران ماميتش” والهولندي “تين كات” والألماني “فيليكس ماجات”.

وتردد في أروقة النادي الأهلي أن البرتغالي “مانويل جوزيه” سيشارك في اختيار المدير الفني الجديد ولن يكون ضمن المرشحين، وإن هناك ناقش دائر بين أعضاء مجلس الإدارة حول المدرب الكرواتي “زوران ماميتش” الذي درب ناديي العين والهلال في الأشهر الماضية.

غير أن اقتحام اسم البرازيلي باولو أوتوري لقائمة المُرشحين، يجعله المُرشح الأبرز لتولي مسؤولية تدريب الأهلي نظرًا للخبرات الكبيرة التي يتمتع بها، حيث احترف التدريب في سن مُبكرة للغاية بتولى تدريب نادي أتلتيكو بورتوجيزا البرازيلي لمدة أربعة أعوام في الفترة من 1975 إلى 1979، وكان عمره 21 عامًا فقط.

ولهذا المدرب قصة مُلهمة في عالم كرة القدم اللاتينية والعالمية، فقد تخلى عن حلم لعب كرة القدم بسبب إصابته بشلل الأطفال في سن المراهقة، لكنه تحدى نفسه وتغلب على المرض ورفض التخلي عن حلمه بأن يكون جزءًا من عالم المستديرة، وقرر تعلم جوانب أخرى من اللعبة في جامعة كاستيلو برانكو، والإلتحاق بعدة دورات رياضية في البرازيل.

في بداية مسيرته بالسبعينيات، عمل كمدرب بدني لأندية مثل بورتوجيزا البرازيلي وناسيونال البرتغالي، وتمت ترقيته مع مرور الوقت لتولي مسؤولية الإدارة الفنية لبورتوجيزا لعدة سنوات.

لكن شهرة الرجل الذي سيحتفل بعيد ميلاده الـ 63 يوم 25 أغسطس الجاري، تأخرت على الصعيدين القاري والعالمي إثر تجاربه القصيرة مع أندية “ساو بينتو وماريليا وبوتافوجو”، وحتى بعد احترافه التدريب مع أندية الدوري البرتغالي أمثال “فيتوريا جويماريش وماريتمو وبنفيكا”.

إلى أن جاء عام 1997 الذي شهد تتويجه بلقب كوبا ليبرتادوريس مع نادي كروزيرو البرازيلي بعد فوزه على نادي سبورتينج كريستال البيروفي في النهائي، لينتقل بعدها لتدريب أندية فلامينجو وبوتافوجو وإنترنسونال وسانتوس وآليانز ليما وسبورتينج كريستال بالإضافة إلى منتخب بيرو بين عامي 2003 و2005 خلال تصفيات كأس العالم 2006.

ومع ذلك لم يلمع اسم أوتوري في سماء الكرة العالمية إلا عام 2005، بفضل قيادته لنادي ساو باولو البرازيلي نحو نهائي كوبا ليبرتادوريس على حساب بالميراس وأونال وريفربليت، ليخطف اللقب في النهائي من “أتلتيكو باراناينسي”.

وعض الاتحاد البيروفي لكرة القدم أصابع الندم لتسرعه في إقالة أوتوري مطلع عام 2005، حيث تألق بشدة في إدارة مباريات ساوباولو بكوبا ليبرتادوريس ثم في كأس العالم للأندية بنفس السنة حين هزم اتحاد جدة السعودي وليفربول الإنجليزي في نصف نهائي ونهائي كأس العالم للأندية – على الترتيب – ليُتوج بلقب البطولة، قبل أن يُساهم في نقل الظهير الأيمن “سيسينيو” إلى ريال مدريد بعدها بعدة أشهر.

صدفة مع مانويل جوزيه

جمعت أوتوري صدفة مثيرة مع أسطورة الأهلي “مانويل جوزيه” خلال فترة تدريبه لبنفيكا في موسم 1997/1996، فبعد أن استطاع تحقيق الفوز في 14 مباراة من أصل 23 مباراة خاضهم مع الفريق، تمت إقالته في شهر يناير 97، بحجة تعادله 4 مرات وخسارته 5 مرات في النصف الأول من ذلك الموسم.

ولجأت بعدها إدارة بنفيكا لتعيين المدرب البرتغالي “ماريو ويلسون”، والذي أقيل بعد 6 أيام بسبب الخسارة التي مُني بها الفريق أمام بيلينينسيش ضمن الجولة الـ 17 من الدوري البرتغالي، ليتم الاستعانة بالساحر “مانويل جوزيه” في الفترة من 27 يناير 1997 إلى 20 سبتمبر من نفس السنة.

لكن مانويل جوزيه خسر ضعف خسائر أوتوري مع بنفيكا بالسقوط 10 مرات بالإضافة لخمس تعادلات، مكتفيًا بتحقيق نفس عدد انتصارات الفريق مع المدرب البرازيلي “14 فوز”.

ظُلم في بيرو

عاشت بيرو بداية موفقة لتصفيات أمريكا اللاتينية المؤهلة إلى كأس العالم 2006 في ألمانيا، بالفوز ثلاث مرات أمام “باراجواي وتشيلي وأوروجواي” بالإضافة لتحقيق التعادل في الذهاب والإياب مع الإكوادور ثم التعادل مع البرازيل وفنزويلا وباراجواي.

وبعد كل تلك النتائج الجيدة نوعًا ما، احتلت بيرو المركز السابع برصيد 14 نقطة بفارق نقطتين فقط عن المركز الخامس الذي كانت تحتله اوروجواي، والمؤهل لمباراة فاصلة مع أستراليا.

كما كانت تفصل بيرو خمس نقاط فقط عن باراجواي صاحبة المركز الرابع المؤهل مباشرة إلى مونديال ألمانيا.

لكن الاتحاد البيروفي قرر فجأة التخلي عن أوتوري، معللاً ذلك بأن التعادل مع الإكوادور 2/2 في ليما يوم 30 مارس 2005 قلص من فرص البلاد في المنافسة!.

وترتب على تلك الإقالة خسارة رفاق فارفران وجيريرو ثلاث مباريات متتالية في التصفيات المونديالية أمام كولومبيا 5-0 وفنزويلا 4-1 والأرجنتين 2-0، فضلاً عن سقوط الفريق في تعادلين أمام اوروجواي والإكوادور.

وجاء الفوز الوحيد للبيرو في الجولة الاخيرة من التصفيات أمام بوليفيا بعدما خسر الفريق كل آمالها لاحتلال المركز الخامس الذي خطفه رفاق دييجو فورلان وكافاني رغم تعرضهم لخمس خسائر وسبع تعادلات في هذه التصفيات، قبل أن يهزموا أستراليا في مباراة المحلق بأعجوبة.

تجربة عربية

خاض باولو أوتوري تجربة عربية مقبولة في دوري نجوم قطر رفقة نادي الريان القطري في الفترة من 2007 إلى 2011، أهلته لتولي مسؤولية تدريب المنتخب القطري الأولمبي ومنتخب قطر الأول فيما بعد.

وبين ولايته الأولى والثانية مع الريان، درب نادي جريميو البرازيلي عام 2009.

وفاز الريان تحت قيادته بكأس أمير دولة قطر عامي 2010 و2011، وفي تلك الفترة عمل مع لاعبين أمثال البرازيلي “أفونسو ألفيش” والقطري “فهد خلفان البوشي” والكوري الجنوبي “شو يونج هيونج”.

بعد رحيله عن قطر، أضاف أوتوري المزيد إلى سجله العامر بالتجارب، بالإشراف على تدريب عمالقة البرازيل “فاسكو دي جاما وساو باولو وأتلتيكو مينيرو وأتلتيكو باراناينسي” أملاً في تتويج ثالث بكوبا ليبرتادوريس.

العودة إلى أوروبا

ظل أوتوري بعيدًا عن الملاعب الأوروبية لمدة تجاوزت الـ 20 عامًا، منذ إقالته من تدريب بنفيكا مطلع عام 1997 حتى مطلع عام 2018.

في فترة نضوجه المهني لم يتجرأ أبدًا على العودة إلى أوروبا، وقرر أن يضع كامل تركيزه على أندية البرازيل، خاصةً بعدما حقق النجاح المنشود رفقة كروزيرو بالتتويج بالكوبا ليبرتادوريس بعد أشهر قليلة من صدمة بنفيكا.

لكن باولو أوتوري قرر أن يضع حدًا للقطيعة مع أوروبا، وعاد لخوض تجربة جديدة من نوعها كمدير رياضي مع نادي لودوجوريتس رازجراد البلغاري قبل أن يتحول إلى منصب المدير الفني، وينجح في التتويج بلقب كأس السوبر البلغاري ليكون الأول له في مسيرته بملاعب القارة العجوز.

وتعرضت مسيرة أوتوري مع رازجراد لانتكاسة في نهاية شهر يوليو 2018، بالخروج من الدور التأهيلي الثاني لدوري أبطال أوروبا على يد فريق “فيدي” المجري بهدف دون رد في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، لينتقل الفريق إلى المراحل التأهيلية لبطولة الدوري الأوروبي موسم 2019/2018.

ورغم نجاح أوتوري في تعديل مسار الفريق بقيادته إلى دور مجموعات بطولة الدوري الأوروبي على حساب ناديي زرينيسكي البوسني وتوربيدو كوتايسي الجورجي في المرحلتين التأهيليتين الثالثة والرابعة، إلا أنه قرر اسدال الستار على هذه التجربة بالاستقالة لتعرضه للخسارة أمام باير ليفركوزن 2/3 وزيوريخ 1/صفر في افتتاح منافسات المجموعة الأولى من دور مجموعات الدوري الأوروبي.

وعاد أوتوري إلى أمريكا اللاتينية كالمعتاد لتولي مسؤولية تدريب نادي أتلتيكو ناسيونال الكولومبي الذي نافس خلال  موسم 2019/2018 في بطولة كوبا ليبرتادوريس، لكنه لم تمر سوى أشهر معدودة ورحل ليترك مقعده للمدرب الكولومبي خوان أوسوريو، المدير الفني الأسبق لساو باولو ومنتخب المكسيك.

لمسات خاصة

لا شك أن وجود أوتوري في كأس العالم للأندية 2005، أول نسخة يشارك فيها الأهلي، من المفارقات الهامة، حيث كان الخطيب ومانويل جوزيه على مقربة من أجواء البطولة آنذاك.

والمفارقة الأخرى المهمة من الناحية التكتيكية، هو ميول أوتوري للعب بخطة 4-2-3-1 ومشتقاتها على مدار السنوات الـ 10 الأخيرة من مسيرته، وهذه الخطة هي نفسها التي يلعب بها الأهلي منذ عامين.

ونجح أوتوري في التتويج بكأس العالم للأندية على حساب ليفربول بتلك الخطة، حيث كان يتصدى للهجمات بالتحول لـ 4-5-1 الصريحة عند فقدان الكرة، وفي الهجمات المرتدة أو عند التحضير لهجمة تتحول إلى 4-2-3-1، ناهيك عن استغلاله المثالي لسرعة نجم بوروسيا دورتموند الأسبق “أموروسو” والذي كان أحد مفاتيح تتويجاته المثيرة عام 2005.

وأخيرًا، عمله الدائم على تطوير مستوى حراس المرمى، ففي عام 1997 طور مستوى الحارس الدولي الشهير “ديدا” وجعله يُساهم بصورة ملحوظة في التتويج بكوبا ليبرتادوريس، وعاد ليفعل الشيء نفسه عام 2005 مع الحارس الهداف “روجيرو سيني” الذي حصل على لقب أفضل لاعب في مونديال الأندية.

مقالات ذات صلة