تقارير صحفيةكرة القدم الإفريقية

تقرير | الوداد، نهاية كسول طمع في حق غير مشروع!

دفع نادي الوداد البيضاوي المغربي ثمن عنده وغضبه حين تظلم أمام محكمة التحكيم الرياضية في سويسرا للحصول على لقب دوري أبطال أفريقيا 2019 من الترجي التونسي دون لعب مباراة إعادة على ملعب محايد، فلم تنصفه المحكمة بأي شكل، وانقلب عليه الكاف بكل الأشكال.

ما حدث للوداد البيضاوي ينطبق عليه المثل الشعبي “لم يطل بلح الشام ولا عنب اليمن”، فبدلاً من أن يكتفي بقرار لجنة الطواريء التابعة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” بإعادة المباراة بعد اجتماع أقيم في باريس بداية شهر يونيه، رفع من سقف مطالبه بطلب الحصول على الكأس دون خوض أي مباراة، ليخسر كل شيء في النهاية.

رئيس الوداد “سعيد الناصيري” أظهر نشاط غير عادي خارج الملعب منذ انسحاب لاعبيه في الشوط الثاني من المباراة النهائية التي جرت على الملعب الأولمبي برادس بداعي تعطل تقنية الـ VAR.

وحول الرجل صاحب الـ 58 عامًا، القضية من مُجرد مباراة في كرة القدم إلى قضية رأي عام ومهزلة أخلاقية لا يجب أن تَمر مرور الكرام.

ألمح الناصيري في تصريحات أدلى بها لقناة Medi 1 المغربية بأنه تعرض لمساومة من مسؤولي الكاف في أرض الملعب، بالتنازل عن الكأس للترجي والحصول على تسهيلات تحكيمية في الموسم المقبل 2020/2019 للتتويج باللقب.

ومن ثم نقل القضية إلى المحكمة الرياضية الدولية، رغم الحصول على فرصة ذهبية وغير مسبوقة في تاريخ الكاف لرد الاعتبار أمام الجميع بلعب مباراة الإعادة.

الوداد بدا كالفريق الكسول العاجز والخائف من خوض مباراة أخرى يتعرض فيها لهزيمة مريرة تؤكد مدى أحقية الترجي من النواحي الفنية في التتويج بلقب دوري الأبطال للمرة الرابعة في التاريخ، وللمرة الثانية على حساب الوداد بالذات بعد النهائي المُثير الذي جرى عام 2011.

أنا وابن عمي

رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم ورئيس نادي نهضة بركان “فوزي لقجع” الذي شاهد فريقه المفضل يخسر نهائي كأس الكونفدرالية بملعب برج العرب قبل أيام من سقوط الوداد، رفع مبدأ “أنا وابن عمي على الغريب” في قضية الوداد مع الترجي.

بدلاً من تدخل فوزي لقجع لتهدئة الناصيري ومنعه من قرار اللجوء للمحكمة الرياضية الدولية، قاد معه حملة بغيضة ضد الترجي وتونس كدولة، بتقديم ملف يُشكك في قدرات الأمن التونسي، كنوع من الانتقام لما بدر من الصفاقسي التونسي في نصف نهائي الكونفدرالية أمام بركان، وتشكيك مسؤوليه في نزاهة وأحقية بركان في بلوغ النهائي.

تلك الحملة المخيبة للآمال، تسببت في احتقان غير عادي بين الجماهير التونسية والمغربية، وصلت إلى حد تشجيع المغاربة على المقاهي لأي فريق يواجه تونس خلال كأس أمم أفريقيا 2019.

ولا ننسى رد الإعلام التونسي على نظيره المغربي عن طريق عرض فقرة كوميدية (سكيتش) قدمتها فنانة تونسية تقمصت دور إدارة الوداد أمام فنان آخر تقمص دور رئيس الاتحاد الأفريقي، الملغاشي أحمد أحمد، ودار بينهما حديث مطول عبر القناة التاسعة التونسية حول تجريد الترجي من لقب البطولة نظير مبلغ مالي.

وفي خضم تلك الأحداث، تعامل المدرب التونسي المخضرم فوزي البنزرتي بنفس مبدأ فوزي لقجع “أنا وابن عمي على الغريب”، وقرر تقديم استقالته الرسمية من تدريب الوداد، والعودة إلى تونس من أجل تدريب نادي النجم الساحلي، قبل أن يُبريء وطنه من التهم الموجهة إليه من الاتحاد المغربي لكرة القدم والوداد البيضاوي، عن طريق الإدلاء بشهادة رجحت كفة الترجي في تحقيقات المحكمة الرياضية الدولية في أحداث مباراة إياب نهائي أبطال أفريقيا.

وقال فوزي البنزرتي لصحيفة 24 الرياضية “تشغيل الفيديو كان الطلب الرئيسي للوداد بعد إلغاء هدف وليد الكرتي والجوانب الأمنية في تونس كانت على أفضل ما يُرام منذ وصول الوداد حتى غادر تونس، وحتى أثناء اللقاء”.

وطلب المدير الفني للترجي “معين الشعباني” هذا الاعتراف من فوزي البنزرتي بعد صدور قرار الكاف بإعادة اللقاء، لإعطاء شهادة حول سلامة الأمن في تونس، وقال معين “اتهمونا بأنه ليس هناك أمن في بلادنا، واللقاء توقف لأسباب أمنية، إذا كان ذلك صحيحًا فليقله فوزي البنزرتي، عليه أن يشهد بالحق، هو أمام فرصة تاريخية تجاه الوطن”.

وتسلل شعور إلى إدارة الترجي بتعرضهم لحرب شرسة من قبل الحكومة المغربية والاتحاد الأفريقي لكرة القدم وليس من جانب إدارة الوداد فقط، بما أن رئيس الاتحاد المغربي “فوزي لقجع” رجل دولة يعمل كمدير للميزانية في وزارة المالية المغربية.

وانعكس هذا الشعور بشكل واضح على تصريحات عضو مجلس إدارة الترجي وليد العارم، حين قال للإعلام المحلي “نشعر بنشوة النصر الذي تحقق في أزمتنا مع الوداد لأن الترجي كان يُحارب المغرب والكاف وليس الفريق البيضاوي”.

وجاء هذا التصريح بعد أعقاب قرار لجنة الانضباط التابعة للكاف يوم الاربعاء الماضي باعتبار الوداد “منسحبًا” من مباراة إياب دوري أبطال أفريقيا بعد إجبار لجنة الانضباط على البت في القضية بقرار من المحكمة الرياضية الدولية.

تخوين

خشية من تقاعس الكاف في اتخاذ قرارات صارمة ضد الوداد لمعاقبته على انسحابه لاعبيه والتسبب في كل هذه الفوضى، تقدم الاتحاد التونسي ب طلب رسمي إلى الكاف، للتعرف منه على تفاصيل العقوبات التي فرضت على الوداد البيضاوي، تحت شعار “كي يطمئن قلبي”.

لجنة الانضباط بالكاف أصدر يوم الاربعاء الماضي قرارًا بتتويج الترجي ومعاقبة الوداد بغرامة 20 ألف دولار لرفض لاعبيه استكمال المباراة، بالإضافة إلى غرامة قدرها 15 ألف دولار بسبب استخدام جمهور النادي للألعاب النارية خلال المباراة نفسها.

وقال الاتحاد التونسي في بيانه “طالبنا الاتحاد الأفريقي (كاف) بنسخة من القرار الذي يتضمن مختلف العقوبات الصادرة ضد الوداد ذات العلاقة بموضوع تتويج الترجي بدوري أبطال أفريقيا، لوضعها عن الاقتضاء على ذمة الترجي، علمًا بأن مسؤولي الوداد قد أكدوا استئناف قرار لجنة انضباط الكاف”.

وبرر الاتحاد التونسي موقفه هذا بعدما خاطبه الكاف بشكل رسمي بشأن عقوبات صادرة ضد الترجي بتغريمه لمبلغ 50 ألف دولار نتيجة تصرفات مشجعيه وحرمانه من جمهوره لمدة مباراتين في ملعب رادس، بالإضافة لتغريم رئيس النادي “حمدي المؤدب” مبلغ وصل لـ 20 ألف دولار.

في النهاية، كان يحق للوداد المطالبة بإعادة المباراة لا شك في ذلك، لكنه تكاسل عن لعب المباراة أو ربما توجس من الخسارة الفنية والميدانية، فطالب بحق غير مشروع بالحصول على اللقب وتجريد الترجي منه بقرار محكمة دون اللعب، فخسر كل حقوقه المشروعة خاصةً بعد انصاف مدرب الوداد للأمن التونسي.

مقالات ذات صلة