تقارير صحفيةكرة القدم الإفريقية

الرجل الأفضل – الرجل الأسوأ | تونس – السنغال

أضاع المنتخب التونسي ورقة العبور إلى الدور النهائي من بطولة كأس أمم أفريقيا 2019، بعد الخسارة التي مُني بها أمام السنغال على ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة، في نصف النهائي الأول يوم الأحد.

تونس كادت تحسم المباراة لصالحها حين أحتسبت ركلة جزاء ضد المدافع الشهير “خاليدو كوليبالي”، إلا أن نجم الزمالك “فرجاني ساسي” سددها برعونة كبيرة ليلتقطها الحارس السنغالي دون عناء.

وبمهارة فردية مميزة لهداف ليفربول “ساديو ماني”، تمكن من ايقاع الدفاع التونسي في الخطأ، ليتحصل على ركلة جزاء ضاعت هي الأخرى بفضل تألق غير عادي من الحارس “المعز حسن”.

لكن في الأشواط الإضافية، سقط المعز حسن في هفوة قاتلة لحظة خروجه من المرمى لإبعاد كرة عرضية من ركلة ثابتة نفذت من الجهة اليمنى، ورط بها المدافع “برون” الذي تفاجأ بالكرة تصطدم في جسده لتعانق الشباك عند الدقيقة 100.

وحاول نسور قرطاج إدراك هدف التعديل قبل خمس دقائق من الشوط الإضافي الثاني، وأحتسبت لهم ركلة جزاء من بقرار من الحكم “باملاك تيسيما” بعد لمس لاعب وسط السنغال “إدريس جاي” للكرة بيده، إلا أن تيسيما تراجع عن قراره بعد الإطلاع على تقنية الـ VAR، لتخسر تونس المقابلة بهذه الطريقة.

والآن مع تقييم MercatoDay للرجل الأفضل والرجل الأسوأ في مباراة تونس والسنغال:

الرجل الأفضل | يوسف سابالي – السنغال

قدم لاعب نادي بوردو الفرنسي “يوسف سابالي” والظهير الأيسر لمنتخب السنغال، واحدة من أجمل مبارياته في كأس أمم أفريقيا 2019، على صعيد الأداء الدفاعي والهجومي المتزن.

صاحب الـ 26 عامًا صال وجال خلال الـ 45 دقيقة الأولى من المباراة، بانطلاقات دائمة ومستمرة من على الطرف الأيسر، وكاد يُسجل هدف مُباغت في أول 30 دقيقة، لكن القائم الأيسر للمعز حسن حرمه من الاحتفال.

سابالي تفوق في كل شيء على الظهير الأيمن التونسي “محمد دراجير” لمدة 120 دقيقة، كما أثر مستواه الهجومي الشرس على أداء نجم تونس الأول في هذه البطولة “وهبي الخزري” في الشوط الأول.

وإن كان مستوى سابالي انخفض بعض الشيء في الشوط الثاني، إلا أنه لم يكن ثغرة واضحة في الخط الخلفي مثلما كان زميليه “شيخ كوياتي وجاساما” وحتى المدافع الأغلى بينهم “خاليدو كوليبالي” المطلوب في مانشستر يونايتد وعدة أندية بمبلغ يفوق الـ 70 مليون إسترليني.

لاعب آخر يستحق الإشادة؟ بالطبع نجم وسط تونس “بن محمد” الذي تعملق في تدمير الهجمات السنغالية سواء على الطرفين أو في العمق خلال الشوط الثاني من المباراة حتى ترك مكانه لغيلاني الشعلالي.

كذلك لا ننسى الدور الهام الذي لعبه وهبي الخزري في صناعة الألعاب، ففي هذه المباراة رفع رصيده من الفرص لـ 13 فرصة في جميع المباريات التي لعبها بالبطولة، وهو أعلى مُعدل بين جميع لاعبي المنتخبات المشاركة حتى نصف النهائي.

الرجل الأسوأ | المعز حسن – تونس

يقولون في الأمثال الشعبية “غلطة الشاطر بألف”، والمعز كان شاطر ورائع في هذه المباراة، لكن الخطأ الساذج الذي اقترفه في الدقيقة 100، بنهاية الشوط الإضافي الأول، كلف فريقه ورقة العبور إلى النهائي الأول منذ عام 2004.

المعز بدا مهزوزًا بعض الشيء في الشوط الأول مع توالي الفرص والمحاولات السنغالية، لكنه أنقذ إنفرادًا من ساديو ماني، بإجباره على الركض بالكرة في المساحة، ما صَعب المأمورية على نجم ليفربول عند التسديد من وضع الكرة، وفي الشوط الثاني أمسك بالكرة حين إنفرد به ماني من جديد، وإن كانت اللقطة ستحتسب تسللاً بواسطة الـ VAR، لكن يُحسب للمعز ذلك الخروج الموفق وانقضاضه الشرس على قدم ماني.

وتَوج المعز مجهوداته حين تصدى لركلة جزاء نفذها اللاعب هنري سايفيت في الدقيقة 81، بتحرك رشيق وذكي على الزاوية اليسرى، قبل أن يَمد ذراعه ليبعد الكرة بكف اليد عن المرمى، لينقذ حظوظ فريقه.

لكن الحارس الثاني لنادي نيس الفرنسي اَبى أن يُكمل ما بدأه بقرار الخروج الغريب الذي اتخذه لحظة تنفيذ ركلة حرة مباشرة من الجهة اليمنى في الدقيقة العاشرة من الشوط الإضافي الأول، فقد أخفق في إبعاد العرضية بقبضة اليد لتمر منه وترتطم في جسد المدافع “برون” وتسكن الشباك وسط خيبة أمل المدير الفني الفرنسي آلان جيريس الذي احتار مع هفوات حراس مرمى تونس الثلاث في هذه البطولة.

لاعب آخر يستحق النقد؟ لا شك أن مهاجم تونس ونادي الترجي الرياضي “طه ياسين الخنيسي” كان الأحق بلقب الرجل الأسوأ في هذه المقابلة الحاسمة، لتفننه في إهدار إنفرادين واضحين، الأول سدده بوجه القدم “لوب” أقوى من اللازم لتذهب فوق المرمى بعدة ياردات، والثاني تخاذل أثناءه في تسلم الكرة وتحضيرها لنفسه لاعتقاده أنه في وضعية غير قانونية بداعي التسلل، لكن مع ذلك يبقى الخطأ الكارثي للمعز حسن هو الأبرز والسبب المباشر والواضح لخروج تونس، لهذا نال لقب الرجل المخيب بإمتياز.

مقالات ذات صلة