تقارير صحفيةكرة القدم اللاتينية

كوبا أمريكا | حرب الـ 4 أيام!

دبت الحياة في شوارع البرازيل من جديد مع استضافة البلاد لـ كوبا أمريكا هذا الصيف..لكن قبل سنين ليست بالقليلة، كانت الشمس تُشرق على أجزاء، وتغفل عن قصد أجزاء أُخرى لجارة من جيران البرازيل في أمريكا اللاتينية.

كان الظلام المُخيف يغرق فيه الفلاحون والفقراء في السلفادور، حيث امتلك مجموعة من الاقطاعيين في عام 1969 مُعظم أراضي البلاد الصالحة للزراعة، فطال الشقاء الفلاحين وذهب المحصول والأموال للنُبلاء.

ازداد الفُقراء فقرًا ومنهم من هَرب من جحيم الإقطاعيين إلى الهندوراس، أكثر من 300 ألف سلفادوري هاجروا إلى هندوراس بحثًا عن أراضٍ صالحة للزراعة، ربما لم يكن أحدهم يعلم أن هندوراس لا تقل فقرًا عن السلفادور فزادت نسبة البطالة في هندوراس وساءت الأوضاع أكثر وأكثر.

قامت حكومة هندوراس بحظر امتلاك الأراضي على مواطني السلفادور، كرد فعل على انتشار البطالة، التي ضربت هندوراس بعد توافد المهاجرين السلفادوريين إليها.

وبعد طرد بعض السلفادوريين من هندوراس انقطعت العلاقات الدبلوماسية تمامًا بين البلدين.

أصبح الكُره المُتبادل بين الشعبين منطقيًا للغاية، خاصةً في ظل الشحن الإعلامي الذي مارسه الإعلام الرسمي لكلا الدولتين.

وليتمكن الكُره من قلوب الجميع خاض منتخبا هندوراس والسلفادور مواجهة حاسمة في تصفيات بطولة كأس العالم عام 1970، لتحديد الفريق المُتأهل إلى مونديال المكسيك.

أقيمت المُباراة الأولى في العاصمة الهندوراسية وفازت هندوراس، وأقيمت المُباراة الثانية في السلفادور وفاز فيها منتخب السلفادور، فاحتكم الطرفان إلى مباراة فاصلة بينهما على ملعب مُحايد، “أزتيكا”، في المكسيك، ويومها فازت السلفادور 3-2 في الوقت الإضافي وصعدت إلى مونديال المكسيك.

بعد المُباراة مُباشرةً نال الغضب الهندوراسي من كُل ماهو سِلفادوري، غضب مُتراكم، غضب من الهزيمة والفقر والبطالة، اعتدى مُشجعو هندوراس على من تبقى من فقراء السلفادور في هندوراس، ففروا منها تاركين بيوتهم.

الأمور تطورت أسرع مما تصور الجميع فمن شكوى من السلفادور للأمم المُتحدة ومُنظمات حقوق الإنسان إلى حَرب إعلامية بين البلدين إلى حَرب حقيقية!

حرب، حرب فعلية استمرت لمدة 4 أيام مُتواصلة، بدأ القتال بَرّاً وجوّاً في 14 يوليو 1969، وانتشرت القوات البرية للجيشين على طول الحدود بينهما، وبدأ القصف بالمدافع، قصف عشوائي من الطرفين.

دخلت طائرات هندوراس المجال الجوي السلفادوري واستخدمت كل ما تمتلكه من طائرات ضد السلفادور، حتى الطائرات التجارية استخدمتها كقاذفات لقنابل النابالم.

ردت السلفادور بهجمات جوية على الأراضي الهندوراسية، واستخدمت في ذلك طيارين أميركيين بعدما شنت هجوماً برّيّاً وتوغلت قوات السلفادور أكثر من 60 كيلومتراً داخل الأراضي الهندوراسية.

انتهت المُباراة الحربية، التي استمرت 4 أيام بين البلدين، بعد وساطة مُعظم دول العالم الكُبرى، انتهت بــ 4000 قتيل أغلبهم مدنيون، و10 آلاف مشوه و120 ألف مشرد، ودمار مئات البيوت لصالح لا أحد، لصالح لا شيء.

درس الـ4 أيام كان صعبًا للغاية ولكن تفهمته الدولتان فيما بعد. من يومها إلى الآن، تسود أجواء كرنفالية واحتفالية أية مُباراة يلعبها الفريقان.

الكرنفالات تنتشر بين البلدين بعد المُباراة في حالة المكسب أو الخُسارة، أجواء تُنسيهم رائحة الدماء وتُبعدهم عنها للأبد.

مقالات ذات صلة