تقرير | براهينو..من مُجرد لاجيء إلى بطل قومي في أفريقيا!

اعتمدت بوروندي في إنجازها غير المسبوق بالتأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخها هذا الأسبوع، على لاعب لاجيء تركها قبل ما يزيد عن 15 سنة، لكنه قرر أن يتحول إلى بطل قومي بأتم معنى الكلمة.

اللاجيء البوروندي في بريطانيا، سعيدو براهينو، صار الآن أهم شخص بالنسبة للشعب البوروندي، وربما تكون هذه اللحظة، نقطة التحول الأهم في مسيرته التي تدهورت من بعد خلافه الشهير مع إدارة نادي وست بروميتش الإنجليزي واستبعاده من منتخب شباب إنجلترا.

براهينو، كان أحد أهم نجوم الدوري الإنجليزي قبل 4 أعوام من الآن، وكاد ينتقل في يوم من الأيام إلى أحد كبار البريميرليج “توتنهام أو ليفربول” لولا تعنت وست بروميتش معه.

عاش اللاعب طفولة مشردة حين قررت أسرته الفرار من بوروندي عندما كان صغيرًا، لكنه قرر أن يَحفر اسمه في سجلات تاريخ كرة القدم الأفريقية حين عاد إلى مسقط رأسه من أجل صناعة الحدث بأول تأهل لأمم أفريقيا في التاريخ.

الجناح الحالي لنادي ستوك سيتي الإنجليزي في الدرجة الأولى الإنجليزية “تشامبيونشيب” شارك في مباراة يوم أمس السبت التي تعادلت فيها بوروندي 1/1 أمام الجابون.

ونجح الدفاع البوروندي خلال تلك المباراة في إلغاء خطورة المتصدر الحالي للائحة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز رفقة آرسنال «بيير إيمريك أوباميانج»، لتنتزع النقطة التي كانت بحاجة إليها لتنضم لـ 24 منتخبًا سيشاركوا في أمم أفريقيا بمصر خلال الفترة من 21 يونيه إلى 19 يوليو.

واحتلت بوروندي المركز الثاني في المجموعة الثالثة برصيد 10 نقاط خلف مالي المتصدرة بـ 14 نقطة، لتتسبب في الإطاحة بمنتخب الجابون الذي اكتفى بـ 8 نقاط في المركز الثالث، بينما تذيلت جنوب السودان المجموعة دون أي نقطة.

وباتت بلاد سعيدو براهينو الواقعة في شرق أفريقيا، ثالث بلد يصعد إلى كأس الأمم للمرة الأولى هذا العام جنبًا إلى جنب مدغشقر وموريتانيا.

لا نصدق

اعترف براهينو في تصريحاته لاذاعة فرنسا الدولية بأنه وزملائه لا يصدقوا ما حدث أمام الجابون، وتمكنهم من انتزاع المركز الثاني والتأهل إلى مصر.

وقال “المباراة كانت مجنونة منذ البداية وحتى النهاية، منذ اللحظة الأولى عند نزولنا إلى الملعب حتى غادرناه. لا نصدق ما حدث. أحمد الله كثيرًا”.

وأضاف “كنت أحلم بتمثيل منتخب في بطولة كبرى، أستطيع فعل ذلك الآن مع بلدي الأم، إنه حلم تحول إلى حقيقة”.

لجوء سياسي

فر براهينو مع والدته وأشقائه من بوروندي وهو في العاشرة من عمره، ومُنح حق اللجوء السياسي في بريطانيا بعدما أثبتت عائلته الصراع العرقي الذي نشب في البلد الواقع بمنطقة البحيرات العظمى.

بدأ براهينو مسيرته الكروية رفقة نادي وست بروميتش البيون، المعروف بـ “السمان”، وأختير لتمثيل منتخب إنجلترا تحت 21 عامًا مثله مثل الإفواري “ويلفريد زاها” والجامايكي “رحيم سترلينج”.

لكن سلوكياته غير المنضبطة أثرت على حظوظه للتواجد مع منتخب إنجلترا، والأمر نفسه خص زاها الذي يمثل كوت دي فوار حاليًا.

في العام الماضي وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، على الطلب الذي تقدم به لتغيير ولاءه من أجل اللعب مع البلد الذي ولد فيه.

واستطاع براهينو المشاركة بصفة منتظمة مع بوروندي خلال تصفيات كأس أمم افريقيا 2019، وهز الشباك في أول مباراة له ضد الجابون بشهر سبتمبر 2018.

منح انضمام براهينو لصفوف منتخب بوروندي الذي يفتقر للخبرة والتجربة، دفعة معنوية لا مثيل لها، ليساعدهم على أن يكونوا ضمن الـ 24 منتخبًا الذين سيشاركوا في البطولة المنتظرة.

وقال براهينو “نعم، استفادت بوروندي من قرار الكاف برفع عدد منتخبات بطولة كأس أمم أفريقيا إلى 24 بدلاً من 16. استخدمنا هذا الأمر لتحميسنا على التأهل، بالإضافة إلى اتحادنا ولعبنا بروح، هذه كانت أسباب نجاحنا”.

وختم حديثه “سجلنا أنفسنا كأول جيل من بوروندي يتمكن من الترشح إلى كأس أمم أفريقيا، السعادة لا تسعني من أجل كل شخص شارك في نجاح هذه المغامرة”.

سعيدو بيراهينو الذي ولد في مدينة بوجومبورا البوروندية، سيكون من أهم لاعبي أمم أفريقيا 2019، لإجادته اللعب على طرفي الملعب وفي مركز المهاجم الصريح، ويمتاز بالمراوغات السريعة والتسديد القوي من خارج منطقة الجزاء.

صاحب الـ 25 عامًا سجل ثلاثة أهداف فقط في 23 مباراة بالتشامبيونشيب هذا الموسم، وشهد الموسم الماضي مشاركته في 15 مباراة فقط بسبب الإصابات.

ويُعد موسم 2015/2014 الأفضل في مسيرة بيراهينو مع كرة القدم الإنجليزية، لتسجيله 14 هدفًا في 38 مباراة رفقة وست بروميتش بالدوري الإنجليزي الممتاز.

وكانت للاعب تجارب على سبيل الإعارة من وست بروميتش إلى أندية أمثال نورثامبتون تاون وبرينتفورد عام 2012، بالإضافة لتجربة مع بيتربورو يونايتد شهدت مشاركته في 10 مباريات عام 2013.

وفي منتصف موسم 2017/2016 قرر نادي وست بروميتش بيع بيراهينو إلى ستوك سيتي بسبب ردة فعله غير الاحترافية تجاه رفض إدارة النادي لبيعه لتوتنهام هوتسبير.