انتقالات المدربينتقارير صحفيةسوق الانتقالات

عودة الحب القديم..كيف كانت الفترة الثانية لمدربي ريال مدريد؟

عاد زيدان..الحب القديم كلاعب وكمدرب لريال مدريد، لم يستطع الغياب لأكثر من تسعة أشهر عن القلعة البيضاء، ولبى نداء فلورنتينو بيريز، خوفًا على الفريق من مشاكل لا يُحمد عقباها إذا ما لجأ النادي لجوزيه مورينيو الذي تفككت معه غرفة خلع الملابس أكثر ربما من فترتي لوبتيجي وسولاري.

عاصفة التغيير ستصل إلى ذروتها في سانتياجو برنابيو مع حلول نهاية الموسم، فالخروج المُبكر من مسابقتي كأس الملك ودوري أبطال أوروبا قبل انتصاف شهر مارس، والابتعاد عن صدارة جدول الليجا بفارق 12 نقطة عن العدو اللدود، ناهيك عن الخسائر المتوالية في الكلاسكيو، كلها أمور لن يسكت عنها زيدان، وسيعمل على معاقبة المتسببين فيها.

ثورة التصحيح في النادي وصفتها الصحف الإسبانية بقطع الرؤوس كتوضيح للصورة التى سيخرج بها عدة أسماء من الفريق في الميركاتو الصيفي القادم.

المسؤول الأول وكبش الفداء الأول كان سانتياجو سولاري ليحل مكانه زين الدين زيدان في دكة الفريق الأبيض التي غادرها الصيف الماضي بعد حقبة تاريخية لن تنسى من الأذهان بتحقيق 3 ألقاب دوري أبطال في 3 مواسم متتالية بالإضافة للقب للدوري ولقبين لمونديال الأندية.

لكن ترى كيف ستكون عودة زيدان؟ هل يقود الفريق إلى المزيد من البطولات؟ أم تكون عودة للنسيان، سيندم عليها طوال عمره؟

في هذا التقرير، نستعرض معكم أسماء المدربين الذين دربوا ريال مدريد أكثر من مرة، وسنتطرق خلاله للانجازات التي حققوها عند العودة، فمن صفحات التاريخ يمكنك استكشاف ما قد يحدث في المستقبل.

خاسينتو كينكوسيس (1945/46 – 1947/48)

بعد إعتزاله لكرة القدم تولي مسؤولية تدريب ريال سرقسطة والمنتخب الإسباني، ثم تم تعيين كوينكوسيس مدربًا لريال مدريد في عام 1945.

المدافع السابق للنادي الملكي، احتل المركز الرابع في الدوري المحلي وحصد كأس الملك بفوزه على فالنسيا 3-1 في المباراة النهائية.

وعاد لدكة ريال مدريد مجددًا في عام 1947 بعد موسم كارثي أنهى فيه الفريق الدوري المحلي سابعاً، في خيبة أمل هي الأسوأ في مسيرة النادي آنذاك.

في الولاية الثانية لكوينكوسيس حدث ما هو أسوأ، فبعد أن قاد الفريق في 17 مباراة فقط، انتصر في خمس مباريات، ثم تمت إقالته عندما أنهي الفريق الليجا في المركز الـ 11.

بالتاسار ألبينيز (1946/47 – 1950/51)

استعان ريال مدريد بالتاسار ألبينيز بعد إقالة كوينكوسيس خلال موسم 1946/47، واستطاع ألبينيز قيادة الفريق إلى تحقيق لقب كأس الملك بفوزه على إسبانيول في النهائي، ثم في الموسم الجديد اكتفى بتدريب الفريق في مباراتين فقط فقط وتمت إقالته لتكون الفترة الثانية لكينكوسيس.

ثم عاد بالتاسار ليأخذ مكانه على دكة الفريق من جديد بمنتصف موسم 1950/51، لعب خلالها الفريق 16 مباراة تحت إدارته الفنية، فاز خلالهم بمباراة الكلاسيكو أمام برشلونة بنتيجة 1/4، لكنه انهزم من فالنسيا وألكويانو وإشبيلية وأتلتيكو مدريد وراسينج سانتاندير.

ميجيل مونيوز (1959 – 1960/1974)

المدرب الأنجح في تاريخ النادي الملكي، أخذ أولاً موقعه في ريال مدريد نهاية موسم 1958/59، ليقوده إلى احتلال المركز الثاني في الليجا، وبالتالي التأهل إلى دوري أبطال أوروبا.

وغادر مونيوز الفريق بعد انتهاء ذلك الموسم وغاب بعدها عن الأنظار لمدة 12 شهرًا، لكن حين عاد ظل محافظًا على كرسيه لمدة 14 عامًا.

وتُوج ريال مدريد على مدار سنوات مونيوز بتسعة ألعاب دوري إسبانيا ولقبين لعصبة أبطال أوروبا، بالإضافة إلى كأسين محليين وكأس إنتركونتينينتال.

لويس مولوني (أربع مرات بين عامي 1974 – 1985)

كان مولوني الرجل الذي تولى تدريب الريال خلفًا لمونيوز في عام 1974، حيث أنهى موسمه الأول بنجاح في بطولة الكأس، قبل أن يحل محله ميلان ميلانيتش.

بعد ثلاث سنوات عاد لويس مولوني لقيادة الفريق لإنتصارين في الدوري المحلي، قبل التعاقد مع المدرب فويادين بوشكوف.

ومع إقالة بوشكوف موسم 1981/1982، تمكن مولوني من قيادة الفريق من جديد، وذلك في آخر مباراتين بالموسم ليحتل ريال مدريد المركز الرابع في الليجا.

وفي نهاية مسيرة مولوني مع التدريب تولى مسؤولية ريال مدريد من جديد في عام 1985، وقاده لحصد كأس الاتحاد الأوروبي بعد إقالة امانسيو أمارو.

ألفريدو دي ستيفانو (1982/84 -1991)

الأسطورة كلاعب في ريال مدريد والرئيس الشرفي الراحل، عاد مجددًا للفريق لكن كمدرب بعد نهاية فترة مولوني الثالثة اقترب الأرجنتيني من الفوز بلقب الدوري، لكن الوصافة كانت نصيبه في عديد المناسبات.

واكتفى دي ستيفانو بالتتويج بكأس الكؤوس الأوروبية وكأس الملك في موسمه الأول، وخلال الموسم الثاني أنهى الدوري في المركز الثاني قبل أن يرحل عام 1984.

وعاد دي ستيفانو على أساس مؤقت في عام 1991 عقب إقالة الويلزي جون توشاك، وودع دي ستيفانو من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا يوم 19 مارس 1991 أمام نادي سبارتاك موسكو بسبب الخسارة على ملعب سانتياجو برنابيو 1/3 بعد التعادل في مباراة الذهاب بروسيا من دون أهداف.

وبعد أيام قليلة من تلك الخسارة، تعرض ريال مدريد للخسارة على يد نادي “سي دي لوجرونيس” بهدف دون رد في الجولة الـ 26 من الليجا، لتتم إقالة دي ستيفانو والاستعانة بالصربي “رادومير أنتيتش” الذي استطاع هزيمة برشلونة يوهان كرويف بهدف دون رد في ختام الموسم.

ليو بينهاكر (1986/89 – 1992)

المدرب الهولندي فاز بلقبين للدوري المحلى وكأس ملك إسبانيا مرة بجانب السوبر الإسباني مرة قبل أن تنتهي ولايته الأولي في ريال مدريد ومع فترته الثانية حل بديلاً للصربي رادومير أنتيتش في فبراير 1992.

لكن ليو لم يتمكن من تكرار نجاحاته السابقة في النادي حيث أنهى ريال مدريد الليجا كوصيف، وشهد ذلك الموسم خسارته أمام أتلتيكو مدريد في الجولة الـ 16 بنتيجة 2/صفر.

وعلى ملعب المستايا سقط بهدفين لهدف أمام فالنسيا في الجولة الـ 18، وتعرض لخسائر أخرى أمام بلد الوليد وإشبيلية ولوجرونيس، وتعادل 1/1 مع برشلونة في الجولة الـ 25.

خوسيه أنطونيو كاماتشو (1998 – 2004)

الظهير الأيمن الرائع في الثمانينيات مع ريال مدريد، كان استقال من مهمه تدريب الفريق في مناسبتين مختلفتين.

المرة الأولى في عام 1998 بعد أن قضى 22 يومًا فقط بعد توليه المسؤولية بسبب خلاف حاد مع الرئيس السابق “سانز” والمدير الإقتصادي.

وبعد فترة ناجحة قضاها كمدير فني في بنفيكا، عاد كاماتشو إلى ملعب سانتياجو برنابيو للمرة الثانية في صيف عام 2004 خلفًا للمدرب البرتغالي كيروش.

لكنه عاد ليستقيل بعد بداية الموسم بثلاث مباريات فقط، و علل موقفه هذا قائلاً: “لن أتمكن من الحصول على أفضل النتائج من هذا الفريق”.

وهكذا خرج كاماتشو من الباب الصغير للنادي الملكي للمرة الثانية، ومنذ ذلك الحين وهو يعيش حالة من التخبط المهني، حيث انتظر من 2004 حتى 2007 ليتولى منصب المدير الفني لبنفيكا لمدة موسم.

ومن بنفيكا انتقل لتدريب أوساسونا الذي ظل رفقته لثلاثة مواسم متتالية، وفي عام 2011 رحل لتدريب منتخب الصين لثلاثة أعوام.

وظل كاماتشو دون عمل لمدة 4 أعوام من 2013 حتى 2017 حتى تقلد مسؤولية تدريب الجابون والتي غادرها بسبب الفشل في كأس أمم أفريقيا 2017 التي نظمتها البلاد.

فابيو كابيلو (1996/97 – 2006/07)

الإيطالي المخضرم انضم إلى ريال مدريد من ميلان في عام 1996 وفاز بلقب الدوري الإسباني في أول مواسمه بعد منافسة شرسه على اللقب مع برشلونة.

وأعاد التاريخ نفسه مع ريال مدريد وكابيلو بعد 10 سنوات، عندما فاز باللقب بعد منافسة طاحنة مع برشلونة في موسم 2006/07.

وكالعادة غادر كابيلو بعد التتويج مثلما حدث في الولاية الأولى، لكنه ترك ذكريات جميلة لجمهور النادي، مثل التعادل مع برشلونة 3/3 في ملعب كامب نو ثم الفوز عليه في البرنابيو بنتيجة 2/4.

فيثينتي ديل بوسكي (1994 – 1996 – 1999/2003)

المدرب الإسباني المخضرم، المُتوج بكأس العالم 2010 ويورو 2012 مع منتخب إسبانيا، درب ريال مدريد ثلاث مرات مختلفة، لكن الولاية الثالثة هي الأبرز، إذ شهدت تتويجه بعدد هائل من الألقاب، جعلته ضمن أنجح المدربين في تاريخ النادي ممَن عادوا للعمل بعد ولاية أولى قصيرة.

تولى فيثينتي ديل بوسكي مسؤولية تدريب النادي الملكي للمرة الأولى كمدرب مؤقت في عام 1994 ثم رحل وعاد من جديد في عام 1996 كذلك كمدرب مؤقت.

وفي عام 1999 تم تنصيبه مديرًا فنيًا دائمًا للريال ليتوج بلقبي دوري الأبطال 2000 و2002 بالإضافة إلى لقبين لليجا الإسبانية عامي 2001 و2003، ولقب لكأس سوبر إسبانيا عام 2001، وكأس سوبر أوروبي للمرة الأولى في مسيرة النادي عام 2002 فضلاً عن كأس إنتركونتينتال في نفس العام.

زين الدين زيدان (يناير 2016-يونيه 2018 / مارس 2019-؟)

لم يكن يعلم فلورنتينو بيريز بأنه حين يستنجد بزين الدين زيدان في يناير 2016، سيكون أمام أهم قرار اتخذه في تاريخ كرئيس للنادي، فقد أبهر ذو الأصل الجزائري العالم أجمع بتتويجه بثلاثة ألقاب متتالية لدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ كرة القدم الأوروبية، فضلاً عن لقب للدوري وعدة ألقاب أخرى.

ورغم كل النجاحات التي حققها، بخل فلورنتينو بيريز على زيدان عندما فتح معه ملف الميركاتو الصيفي 2019، وببساطة تركه يستقيل من منصبه، ليعين لوبتيجي ومن ثم سولاري خلال موسم 2019/2018.

وبعد تأكد بيريز من الخطأ الجسيم الذي ارتكبه بترك زيدان يغادر بهذه البساطة، توسل إليه ليعود من جديد لإنقاذ الفريق من جديد، ولم يكن أمام الفرنسي سوى تلبية نداء الحب القديم والأبدي.

رفض زيدان تدريب تشيلسي ويوفنتوس ومانشستر يونايتد، وتجاهل فكرة باريس سان جيرمان، وقرر التوقيع على عقد سيمتد حتى منتصف عام 2022، ووعد في أول مؤتمر صحفي بإحداث الكثير من التغييرات من أجل مستقبل أفضل للفريق.

ترى أيهم سيكون زيدان بعد تسجيل عودته؟ هل يكون ميجيل مونيوز؟ وينافسه على لقب أفضل مدرب في تاريخ النادي؟ أم يكتفي بالتواجد في نفس مرتبة ديل بوسكي؟ هذا ما سنعرفه بدءًا من موسم 2020/2019 حتى يونيه 2022 عندما ينتهي العقد الذي وققه يوم الاثنين الموافق 11 مارس 2019.

مقالات ذات صلة