تقرير | حسين الشحات رحل في غفلة وعاد بحفلة!

صحيح أن كل منهم يلعب في مركز مختلف وعلى مستويات كروية متباينة، لكن ظروف تنقلاتهما بين الأندية تبدو متشابهة أو مستنسخة.

بوجبا رحل عن مانشستر يونايتد إلى يوفنتوس في الميركاتو الشتوي 2012 في غفلة من إدارة النادي والسير أليكس فيرجسون، والشيء نفسه حدث في الميركاتو الشتوي 2018 مع الأهلي حين سمح برحيل حسين الشحات إلى العين مقابل 2.7 مليون يورو تقريبًا.

معظم المصادر المصرية والإماراتية أكدت خلال الساعات الماضية على أن إدارة النادي الأهلي توصلت إلى اتفاق مبدئي مع إدارة العين لشراء الجناح الدولي المصري، في سوق الانتقالات الشتوية الحالية، نظير خمسة ملايين دولار، وهو مبلغ صدم وسائل الإعلام المصرية، تمامًا مثلما صدمت قيمة عودة بوجبا إلى مانشستر يونايتد وسائل الإعلام الإنجليزية، الصخب هنا وهناك كان متشابهًا بدرجة كبيرة.

عاد بحفلة

انتشرت أنباء اتفاق الأهلي مع العين على مدار الـ 48 ساعة الماضية، والتي تلت عودة اللاعب صاحب الـ27 عامًا إلى القاهرة مع أفراد عائلته، والتقطته عدسات المصورين ينقل كافة أغراضه الشخصية في مطار القاهرة، وكأنه عاقد العزم على العودة بشكل نهائي لمصر.

المشهد لم يعبر أبدًا عن نية الشحات للاستجمام في مصر أو للراحة السلبية بعد مشاركته في كأس العالم للأندية مع العملاق الإماراتي.

قبل عودة الشحات ببضع ساعات، نشرت إدارة الأهلي بيان عبر موقع النادي تعترف فيه بارسال عرض رسمي إلى نادي العين تطلب من خلاله التعاقد مع «الشحات».

وتصاعدت تأكيدات قرب نجاح الصفقة، بعد التصريحات المثيرة التي أدلى بها «حسين الشحات» بنفسه، إلى أحد برامج قناة “أون سبورت” المصرية، مساء أمس الاربعاء.

حسين لم يجد غضاضة في التعبير عن ولاءه وحبه الجم للأهلي، مشددًا على أنه لن يلعب لأي فريق في مصر غيره، فهو مشجع قديم للفريق.

وزاد على ذلك كشفه عن كواليس انهيار مفاوضاته السابقة مع إدارة الأهلي بنهاية عام 2017 عندما كان بين صفوف نادي مصر المقاصة.

وقال الشحات “كدت أنضم للأهلي وقتها، وقعت في مناسبتين مختلفتين دون أي شروط مادية (على بياض)، لكن المفاوضات انهارت”.

واعترف أيضًا “قبل السفر إلى الإمارات للانضمام للعين في الميركاتو الشتوي 2018، تواصلت مع إدارة الأهلي وأخبرتهم بأنني على مقربة من الاحتراف في الإمارات، لكنهم لم يتحركوا لضمي آنذاك، فاخترت إتمام الصفقة”.

ما قاله الشحات فتح الباب على مصراعيه أمام عشاق النادي الأهلي لـ “الاحتفال” عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنجاح الصفقة، والإشادة بأخلاقه، والبعض ذهب لمقارنته بأكثر لاعبي الفريق قتالية وولاءً في الوقت الراهن “وليد سليمان”.

طالع أيضًا: لوك شو تقمص دور بابا نويل، احتفالاً بإقالة مورينيو أم بالعام الجديد؟

رحل في غفلة

إذا تمت صفقة انتقال الشحات بخمسة ملايين درلار بعد أن كان سعره في نهاية 2017 خمسة ملايين جنيه فقط، سيُعيد الأهلي بذلك انتاج سيناريو بوجبا الذي رحل في غفلة عن اليونايتد وعاد بحفلة تاريخية كأغلى لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي ومانشستر يونايتد في الميركاتو الصيفي عام 2016، مع فروقات بسيطة بينهما، حيث كان بول بوجبا بين صفوف اليونايتد كأحد خريجي أكاديميته بينما كان الشحات مع المقاصة.

فرط مانشستر يونايتد في بول بوجبا خلال الميركاتو الشتوي عام 2012، وتركه ينضم إلى يوفنتوس نظير 700 ألف جنيه إسترليني فقط، تفاديًا لرحيله بالمجان في يونيه من نفس العام.

بعد أربعة أعوام طلب المدير الفني الجديد “جوزيه مورينيو” إعادته بأضعاف مضعفة، إذ دفع المدير التنفيذي “إد ووادورد” 95 مليون جنيه إسترليني لإقناع اليوفي بالبيع، وهذا ما كان.المدرب الأسطوري للشياطين الحمر “السير أليكس فيرجسون” أتهم بسوء التصرف من جانب وسائل الإعلام البريطانية بعد تعملق بوجبا مع يوفنتوس، حيث كان يرى اللاعب غير قادر على تقديم الإضافة لخط وسطه مثلما كان يفعل اللاعب الإنجليزي “توم كليفيرلي” أو لاعب الوسط البرازيلي “أندرسون”، واللذان لا يعرف عنهما أحد أي شيء منذ تقاعد فيرجسون عام 2013.

الشيء نفسه يخص حسين الشحات، فلم تر الإدارة الفنية لـ الأهلي بقيادة المدرب المحلي “حسام البدري” يستطيع تقديم الإضافة المرجوة على الطرف الأيمن أو في مركز صناعة الألعاب، رغم الأهداف الغزيرة التي كان يصنعها ويسجلها مع المقاصة آنذاك، ورغم حاجة الجهة اليمنى للاعب بسرعة وطاقة الشحات الوفيرة، يجيد كظهير وكجناح أيمن في آن واحد، ويستطيع تعويض المتقدم في السن “أحمد فتحي” في 25 مباراة على الأقل ما بين الدوري وأبطال أفريقيا، وتقليص فاتورة الرواتب السنوية بالاستغناء عن الثنائي المتذبذب “باسم علي ومحمد هاني”.

هل يستحق حسين الشحات الـ 5 مليون دولار؟

بطبيعة الحال، نعم، لاعب واجه ريال مدريد في نهائي كأس العالم للأندية، وكان مفتاح نجاحات العين الإماراتي لمدة 12 شهرًا على الصعيدين المحلي والقاري، في هذه المدة القصيرة، لا بد أن يكون ضمن اهتمامات أكبر الأندية، ناهيك عن فنياته المتنوعة وادراجه ضمن أفضل اللاعبين متعددي الاستخدامات، طبيعي جدًا أن تصل قيمته السوقية ما بين 6 إلى 10 ملايين دولار، لا سيما بعد الأداء الخارق الذي قدمه في أربع مباريات بمونديال الأندية.

الشحات أبدع وأقنع في تمرير الكرات الحاسمة وصناعة الألعاب وتسجيل الأهداف، واحصائياته تتحدث وتعبر عن قيمته.

سجل واحدًا من أفضل الأهداف في مسيرته أمام الترجي التونسي بمباراة الدور ربع النهائي من المونديال، قبل الإطاحة ببطل أميركا اللاتينية “ريفربليت” في المربع الذهبي للبطولة.

إدارة الأهلي وجدت أكثر من حل للتغلب على القيمة السوقية المرتفعة بفعل اهتمام بعض الأندية السعودية والصينية بضم اللاعب.

تمثل الحل الأول في تحمل أحد الشيوخ الإماراتيين -رفض ذكر اسمه- لمبلغ 3.5 مليون دولار من القيمة الإجمالية للصفقة، ما يعادل 62.5 مليون جنيه مصري.

أما الحل الثاني فكان تقسيم 1.5 مليون دولار، ما يعادل 26.5 مليون جنيه، على إدارة الأهلي ورجلي الأعمال “الجارحي والدماطي”.

وحول تطور المفاوضات، يقول الشحات لقناة أون سبورت “أشكر جمهور الأهلي على دعمه الكبير لي، وما يريده الله سيكون، تفاءلوا بالخير إن شاء الله”.

وأضاف “أنا مشجع أهلاوي، والأهلي يريد التعاقد معي، وأنا موافق، وإذا حدث وانضممت للأهلي سيكون ذلك مفتاح تألقي مع منتخب مصر”.

واستغل النجم الأسبق لنادي الشرقية للدخان فرصة تواجده في قناة أون سبورت، وقدم لمقدم البرنامج “سيف زاهر” القميص الذي خاض به مباراة الترجي كهدية، في إشارة واضحة منه إلى أنه عمل على الأخذ بثأر الأهلي بعد خسارته المذلة بثلاثة أهداف نظيفة أمام الترجي في نهائي دوري أبطال أفريقيا.

 احصائيات حسين الشحات (جميع المواسم):