الأخبار الرياضية

عودة العمالقة أسطورية دائماً وقصة كارديف بُرهان

واجه ليفربول واحداً من أكثر أندية العالم تمرساً على تنفيذ ركلات الجزاء الترجيحية ولعب 120 دقيقة بنفس الأداء والمستوى الفني والبدني في نهائي كأس كارلينج الذي أُقيم في فبراير 2012 على ملعب ويمبلي بالعاصمة الإنجليزية لندن.

كارديف سيتي تأهل لنهائي هذه البطولة كأول فريق ويلزي يفعل ذلك منذ النسخة الأولى، واعتقد الجميع أن قلة خبرته والمشوار الطويل الذي قطعه في المسابقة سيرهقه ويهزمه أمام ليفربول المتشوق لحمل أول بطولة له منذ عام 2006 وهو نفس العام الذي شهد اعادة افتتاح ملعب ويمبلي بعد فوز ليفربول بأسابيع بكأس الاتحاد الإنجليزي على حساب ويستهام 2/3 في ملعب كارديف (الألفية).

وفي الدور الثاني من البطولة هزم “هيدرسفيلد تاون” بنتيجة 3/5 في ملعب الألفية بعد الوقت الإضافي، وفي تلك المباراة سجل اللاعب (كوي) الهدف الخامس لكارديف في الدقيقة 117 وهو نفس التوقيت الذي سجل فيه المدافع (ترنر) هدف تعادل كارديف مع ليفربول اليوم.لكن ليفربول اصطدم بفريق غير طبيعي، فريق من زمن الأساطير، ومن زمن القلوب الشجاعة، فريق منظم بأتم معنى الكلمة على كافة خطوطه، ويلعب بذكاء وحنكة، فتعذر على رفاق جيرارد تحقيق النصر بسهولة أمام هذا الدفاع المُسلح بالقوة والعزيمة وسرعة الانقضاض ومن خلفه الاخطبوط القادم في سماء الكرة الإنجليزية خلال السنوات القليلة القادمة “هيتون”، الحارس الذي عاد من الإصابة لكنه ذاد عن مرماه بشراسة وساعد فريقه للمنافسة على اللقب حتى النفس الأخير، لكن ركلات الجزاء ابتسمت لليفربول بعد التعادل 2/2 في الوقت الأصلي والإضافي.

مشوار كارديف في بطولة كارلينج هذا الموسم جد مثير ومُدهش، ويحتاج لدراسة واقعية للطريقة البدنية التي يعمل بها المدرب الأسكتلندي “ماكاي” مع هذه المجموعة المُجتهدة والمقاتلة من اللاعبين.

أتصور أن كارديف هو الفريق صاحب النفس الأطول من أي فريق في أوروبا هذا الموسم، إذ تجاوز أربع مراحل في كأس كارلينج بعد تمديد المباراة لوقت إضافي، وقد بدأ مشوار الفريق منذ الدور الأول على ملعب أكسفورد يونايتد وحقق التعادل 1/1 وفي الشوط الإضافي الأول وضع الهدف الثاني وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني أحرز لاعبه جيرفرس الهدف الثالث.

وفي الدور الثالث تعادل كارديف مع ليستر سيتي 2/2 وانتهى الوقت المضاف بنفس النتيجة وفي ركلات الجزاء استطاع الفريق الملقب بالطيور الزرقاء تحقيق الفوز 6/7، وفي الدور الرابع فاز الفريق بهدف دون رد على بيرنلي وكانت هذه المباراة الوحيدة منذ بداية المسابقة التي تنتهي دون تمديد الوقت، وواصل الفريق تقدمه بفوزه 2/صفر على أحد أندية البريميرليج “بلاكبيرن”، وفي قبل النهائي خسر للمرة الأولى من كريستال بالاس لكن في لقاء الإياب تمكن من تعديل النتيجة وإن كان بواسطة مدافع كريستال لكن الحظ لا يعرف سوى المجتهد، وفي ركلات الجزاء استطاع الفوز بنتيجة 3/صفر.

كارديف بحق فريق بطولة يَستحق الاحترام والتقدير، بل ويستحق التواجد في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، فمن الظلم الكروي أن نرى أنصاف أندية كويجان وبلاكبيرن وولفرهامبتون وبولتون تنافس في البريميرليج وهذا الفريق المثابر المجاهد خارج الأضواء.

الفريق في المركز الـسادس حالياً برصيد 53 نقطة بفارق 9 نقاط عن ساوثامبتون المتصدر، وإذا لم يخسر أياً من مبارياته المتبقية في الدرجة الأولى قد يجد لنفسه مكاناً بالمرحلة التأهيلية ومع هذا النفس الطويل والعقلية البطولية ربما يحقق الفوز ويتأهل.

في فبراير 2012 ألتقطت الكاميرات صوراً جميلة لاحتفلات ليفربول بهذا اللقب الغائب منذ عام 2003، وظهر مشجع ليفربولي صغير في المدرجات يحتفل بقوة لدرجة أنه قد أذى عينه أثناء رفع يده، لكنه لم يهتم وواصل الاحتفال متناسياً الألم الذي حل بعينه، فكانت هذه أطرف لقطة في اليوم بالتأكيد مع لقطة البطل الحقيقي لهذه السهرة… كارديف سيتي!.

مقالات ذات صلة