انتقالات الميركاتو الصيفي

قصص الميركاتو | قصة انتقال كريستيانو رونالدو من ريال مدريد إلى يوفنتوس

اُعتبر رحيل الأسطورة البرتغالية “كريستيانو رونالدو” عن ناديه السابق ريال مدريد وانضمامه إلى صفوف يوفنتوس في صيف 2018، واحدة من أكثر الصفقات “الصادمة” عبر تاريخ انتقالات اللاعبين في كرة القدم.

المفاجأة غير السارة التي عاشها المشجع المدريدي في يوليو عام 2018، لم تأت نتيجة رحيل الدون، فهذا كان أمرًا متوقعًا في النهاية، ولكن الصدمة الحقيقية كانت في توقيت المغادرة، ودفع الجميع للتساؤل عن سبب رحيل كريستيانو رونالدو عن الريال؟

عشاق عملاق العاصمة الإسبانية، الذين كانوا يقضون أجازتهم الصيفية، فتحوا هواتفهم المحمولة على الشواطئ وفي شوارع المدن الساحلية، من أجل تصفح أخبار اللوس ميرنجيز كالعادة، وفجأة ودون مقدمات ظهر الخبر الأسوأ، ظهر الكابوس الصادم، بطلب أهم لاعب عبر تاريخ ريال مدريد الرحيل عن سانتياجو بيرنابيو، دون سابق مقدمات أو تمهيد.

مما لا شك فيه أنه لا يوجد ما يعكر صفو أي سهرة أو أجازة من خبر بهذا “السواد”، هل تتخيل أن يصبح فريقك فجأة منقوصًا من لاعب كان يسجل في الموسم الواحد أكثر من 70 هدفًا، هل ستصدق أن اللاعب الذي هز شباك منافسيك 450 مرة قد حزم حقائبه صوب فريق لتوك هزمته في نهائي دوري أبطال أوروبا.

لماذا رحل رونالدو عن ريال مدريد؟

الجميع بات يسأل نفسه ما الذي دفع رونالدو لاتخاذ هذا القرار، ولماذا الآن بعد تسعة أعوام ناجحة، عرفت التتويج بأربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، والإجابة وحده الدون يستطيع البوح بها.

وكتم صاحب الخمس كرات ذهبية بداخله السبب الحقيقي وراء اتخاذ هذا القرار، إلى أن جاء الموعد مع البوح بكل شيء، بعد التوقيع ليوفنتوس بثلاثة أشهر، خلال مقابلة لصحيفة “فرانس فوتبول”، التي اعتادت تمجيد الدون سنويًا بأغلى الألقاب الفردية في العالم.

وصرح رونالدو قائلاً “لقد شعرت أنه داخل النادي، وخاصة من الرئيس، لم يعد أحد ينظر لي بالطريقة نفسها التي كان عليها الحال في البداية .. في السنوات الأربع أو الخمس الأولى، شعرت بأنني كريستيانو رونالدو، نظر الرئيس إلي في الفترة الأخيرة بعيون مختلفة، كما لو أنه لم يعد لا غنى عني بالنسبة لهم، إذا كنت تعرف ما أقصده”.

ثم أضاف رونالدو في حواره العاطفي حينها “هذا ما جعلني أفكر في المغادرة، في بعض الأحيان كنت أنظر إلى الأخبار، حيث كانوا يقولون أنني كنت أطلب المغادرة، كان هناك القليل من ذلك، لكن الحقيقة هي كان لدي انطباعاً بأن الرئيس لم يعد مهتمًا، لو كان الأمر يتعلق بالمال، لكنت قد انتقلت إلى الصين، حيث كنت سأربح خمسة أضعاف ما أكسبه في يوفنتوس أو في الريال، أنا لم آت إلى يوفنتوس للحصول على المال. راتبي في مدريد، كان أكثر من راتبي الحالي، الفرق هو أنهم في يوفنتوس كانوا يريدونني حقًا، قالوا لي ذلك وعبروا عنه أمام الجميع”.

وأنهى بالجملة المحورية “الحقيقة هي أن الرئيس أرادني في ريال مدريد، لكن في الوقت نفسه، أخبرني أن رحيلي لن يمثل مشكلة”.

رونالدو العاطفي

بعدما أخرج رونالدو ما بداخله، بدأت الصحف العالمية في نقل تصريحاته، وشرعت الاستوديوهات الشهيرة في مناقشة ما قاله الدون، لدرجة استعانة البعض بخبراء في علم النفس، من أجل تفسير ما مر به رونالدو في أيامه الأخيرة داخل الفالديبيباس.

الجميع أجمع بأن الدون شخص محترف، ولكنه عاطفي، يتأثر كثيرًا بما حوله، ويريد دومًا أن يكون الرقم 1، ليس حتى على مستوى كرة القدم، بل داخل فريقه، فهو لا يريد أن يأتي أي نجم جديد ويخطف منه الأضواء، أو تتأثر مكانته بسبب تقدم عمره.

وخرجت صحيفة “ماركا” حينها بعنوان شهير أشارت من خلاله إلى أن “العواطف” كانت هي السبب الرئيسي في رحيل رونالدو عن ريال مدريد.

زيدان رفض الفكرة

كان هناك العديد من الأصداء بعد رحيل رونالدو عن الريال، أهمها رفض المدرب “زين الدين زيدان” لما حدث، واعتراضه على عدم تعويض أهم لاعب في تشكيلته، والذي من الأساس لا يعوض.

زيزو وصلته نسخة “الجوائز” المبكرة من فيلم الدراما بين رونالدو وفلورنتينو بيريز، وقرأ السيناريو قبل أن يطرح في الأسواق، وكان على علم بأن رونالدو حسم قراره، لذلك كان أمام المفاضلة في الاستمرار مع فريق ينقصه رونالدو، أو الرحيل، واختار الخيار الثاني.

عودة زيدان بعد أشهر إلى مقعده في الريال، أثبتت أن أزمته لم تكن رحيل رونالدو، بقدر الخلاف مع الإدارة على طريقة تعويض هذا الرحيل، حيث لم تجري إدارة الريال صفقات وازنة، واكتفت بأسماء بقمية “فينيسيوس جونيور” “وتيبو كورتوا” و”أودريوزولا” وإعادة “ماريانو دياز” من ليون.

مناوشات بين راموس ورونالدو

لطالما كانت علاقة راموس برونالدو مثيرة للجدل داخل الفريق، واستمرت المناوشات بينهما حتى بعد رحيل الدون، بعدما استفز قائد الميرنجي زميله السابق، قبل كأس العالم للأندية في ديسمبر 2018، بتصريح لم يمر مرور الكرام من وسائل الإعلام الإسبانية.

وصرح راموس حينها قائلاً “اعتقد أنه لن يكون هناك اختلافًا كبيرًا على أرضية الميدان رُغم رحيل رونالدو، الذي كان لاعبًا حاسمًا لنا، هذا النادي يسير وفق فلسفة واحدة، وهي الفوز دائمًا”

ووصفت بعض الصحف كلمات راموس على أنها تقليل من رونالدو، مما أشعل الأجواء أكثر بين النجمين، حتى قام أفضل لاعب برتغالي على الإطلاق بالرد بطريقة غير مباشرة، خلال تصريحات قارن فيها بين زملائه الجدد في يوفنتوس، ورفاقه القدامى في الريال، متحدثًا عن أن لاعبي يوفنتوس هم أفضل لاعبين لعب معهم.

وقال رونالدو “يمكنني القول إن زملائي في يوفنتوس، هم أفضل مجموعة لعبت معها على الإطلاق، الجميع في يوفنتوس يتعاملون بتواضع شديد، واللاعبون يريدون الفوز دائمًا، اليوفي أكثر من مجرد فريق”.

مقالات ذات صلة