اتحد عدد من أهم لاعبي كرة القدم، وفي مقدمتهم أسطورة برشلونة والهداف التاريخي للدوري الإسباني “ليونيل ميسي”، بجمع تبرعات على مدار الثلاثة أيام الماضية من أجل استئناف البحث عن اللاعب المفقود “إيمليانو سالا”.
وأوقفت السلطات البريطانية بحثها عن لاعب نانت الفرنسي المنتقل بمبلغ 15 مليون جنيه إسترليني إلى كارديف سيتي الويلزي خلال الميركاتو الشتوي الحالي، بسبب فقدان فريق البحث للأمل في إيجاد جثمان صاحب الـ 28 أو حتى إيجاد حطام الطائرة التي اختفت بشكل مفاجيء فوق بحر المانش ليلة الاثنين الماضي، الموافق 21 يناير 2019.
تجاوزت التبرعات حتى ظهر اليوم الأحد، الربع مليون جنيه إسترليني (267 مليونًا) في حملة أطلقها موقع مؤسسة “اذهب للبحث عني”.
ونشر موقع سبورت الكتالوني خبر يؤكد فيه انطلاق سفن صيد من جزيرة “جيرنزي” التي يُشتبه في اختفاء الطائرة بالقرب منها، حيث ظهرت للمرة الأخيرة على الرادار هناك.
وقال بيان موقع GoFundMe “إن الدعوة لجمع الأموال أطلقت في وقت متأخر من بعد ظهر الجمعة بواسطة عائلة إيميليانو سالا. تطالب باستئناف البحث في القناة بدءًا من صباح يوم السبت، ويقوم اثنان من القادة بإجراء عمليات البحث المكثفة الجديدة للعثور على الطائرة”.
ميسي ومارادونا
الفريق الذي بدأ عملية البحث الأسبوع الماضي، كان قد قام بتمشيط أكثر من 1700 قدم مربع من الأرض والبحر بعد اختفاء الطائرة الخاصة بنادي كارديف بعد حوالي 4 أو 5 ساعات من تحويل النادي الناشط في البريميرليج مبلغ انضمام سالا لصفوفه.
وتبرع لاعب وسط مانشستر سيتي “إيلكاي جوندوجان” والمدير الفني لنادي نانت “وحيد خليلوزيتش”، وجناح ليستر سيتي “ديماراي جراي”، ونجم وسط بايرن ميونخ “كورتين توليسو”.
وكان نجم برشلونة ليونيل ميسي بالإضافة إلى أسطورة كرة القدم الأرجنتينية “دييجو آرماندو مارادونا” من بين أولئك الذين قدموا مناشدات عامة لإعادة البحث عن مواطنهم قبل المشاركة في التبرع بالأموال لتحريك السفن والطائرات من جديد.
الأرجنتين تتدخل
أمر رئيس دولة الأرجنتين “موريسيو ماكري” وزير خارجيته بإصدار طلبات رسمية إلى بريطانيا وفرنسا لاستئناف عملية البحث، وفقًا لبيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء يوم الجمعة.
وقامت ثلاث طائرات وخمس طائرات هليكوبتر بالطيران معًا لمدة 80 ساعة، بجانب قاربين نجاة وسفن أخرى مارة، لمحاولة إيجاد أي أثر للطائرة التي اختفت بشكل غير مسبوق.
وشرح مدير ميناء جزيرة جيرنزي صعوبة المهمة، وقرر بنفسه إلغاء عملية البحث يوم الخميس الماضي، قائلاً “لا توجد فرصة لنجاة أي أحد”.
وفي نفس الوقت قالت شقيقة اللاعب “نحن نشعر بالامتنان لدعم جميع اللاعبين، سنجد إيميليانو والطيار، سالا مقاتل ونشعر أنه لا يزال على قيد الحياة، إنه يسافر بصفة مستمرة منذ أن كان عمره 16 عامًا، نحن نعرف أنه في مكان ما، نريد إعادته. لقد كنا على اتصال دائم بالأشخاص الذين يقومون بالتحقيق، نحن نحاول إيجاد إيميليانو بشكل أفضل، لأننا على ثقة من أنه لا يزال حيًا”.
وعلى عكس ما نُشر في البداية بشأن إجبار إدارة كارديف للاعب على استخدام الطائرة ذات المحرك الواحد للتنقل ما بين كارديف ونانت ذهابًا وإيابًا، فقد أكد النادي الويلزي أنهم عرضوا على “سالا” أخذ رحلة تجارية من نانت بعد وداع زملائه في النادي، لكنه رفض الانتظار وقرر العودة على متن نفس الطائرة الخاصة.
وأرسل سالا رسائل صوتية عن صعوبة الرحلة التي كان يقضيها في الوقت الذي أصيبت فيه الطائرة بسبب سوء الأحوال الجوية بالقرب من جزيرة جيرنسي.
كما تبين أن رحلة عودة سالا من غرب فرنسا إلى جنوب ويلز تأخرت لمدة 10 ساعات، مما أجبر الطائرة على الطيران خلال الليل.
وكانت الطائرة غادرت نانت في حوالي الساعة 17:15 من مساء يوم الاثنين، علمًا بأنه كان مقررًا لها المغادرة في صباح نفس اليوم وليس في المساء.
رأي خبراء الطيران
قال خبراء طيران لصحيفة ذا صن البريطانية “إن الطائرة ربما قد تكون سقطت بسبب تراكم جليد مميت على الأجنحة مما أدى إلى توقف المحرك”.
وأضاف أحد الخبراء “هناك تقارير تفيد بأن لاعب كرة القدم كان يرسل رسائل نصية قائلاً إن الطائرة تهتز أثناء تعرض للأجنحة للضرر، وعلى الأرجح الطيار كان يحلق على ارتفاع 2300 قدم فقط، ومن المحتمل أن تكون الطائرة غرقت في الماء كقطعة واحدة، وإلا لكان عثر على حطامها بسرعة”.
وفي خضم كل ما قيل، خرجت صديقة سالا “برينيسي شكاير” بتصريح ناري طالبت فيه المسؤولين بالتحقيق مع مافيا كرة القدم، مشيرة إلى أنهم وراء اختفاء صديقها.
واعتذرت صاحبة الـ 27 عامًا على تصريحاتها في برنامج تلفزيوني أرجنتيني، قائلة “أتأسف على ما قلت، لكنني تصرفت بهذه الطريقة بسبب شعوري بأن هذا كان حادثًا”.
أين سالا؟
